صفقة إيران- تضحية بأذرعها في الشرق الأوسط مقابل رفع العقوبات؟

المؤلف: حسين شبكشي11.22.2025
صفقة إيران- تضحية بأذرعها في الشرق الأوسط مقابل رفع العقوبات؟

إن التدقيق في تفاصيل الأحداث اليومية الضئيلة التي تجري في غزة ولبنان مؤخرًا يجب ألا يصرف انتباهنا عن المشهد الأوسع نطاقًا في الشرق الأوسط المضطرب. نشهد اليوم واقعًا جديدًا يفرض نفسه بقوة وجبروت. إيران، التي لم تتوقف مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في دولة ثالثة، اتخذت موقفًا "لفظيًا" بينما تشهد تدهورًا مروعًا لحلفائها وأذرعها في المنطقة، بما في ذلك الاغتيال المزعوم لزعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في قلب طهران خلال زيارة رسمية. في الوقت الحاضر، انتقلت قيادة حماس إلى داخل غزة تحت إمرة قيادة موجودة وغير موجودة في الوقت ذاته. هذا يزيل عبءًا سياسيًا ودبلوماسيًا عن كاهل قطر تحديدًا. هذا النموذج، المتعلق بتغيير القيادة بين شخص موجود وآخر غير موجود، لديه إمكانات كبيرة جدًا للتكرار مع تنظيم حزب الله في لبنان وأنصار الحوثي في اليمن. تهيمن على إيران عقلية التاجر الأصفهاني القديم، صاحب خان السجاد في البازار العتيق؛ إنها حقبة الصفقات. تصريحات الرئيس الإيراني الجديد، المليئة بعبارات اللطف والمودة تجاه "الشيطان الأكبر" أمريكا، تؤكد أن المنطق السياسي الواقعي قد فرض نفسه في المرحلة الراهنة. حماس وحزب الله "تركا" لتدبير أمورهما ومواجهة إسرائيل بأنفسهما، مرة بحجة أن حماس لم تنسق معهم قبل عملياتها في أكتوبر، ومرة أخرى بحجة أن حزب الله ليس بحاجة إلى من يدافع عنه. ويؤكد هذا أيضًا أن صمت النظام في سوريا التام عما يجري لحليفه الأهم في المنطقة، حزب الله، يدعم وجهة النظر التي تؤكد أن الأسد أدرك أن هناك من قرر التضحية بحزب الله، وبالتالي فإن الدفاع عنه الآن هو معركة خاسرة وسوريا لن تستطيع تحمل ذلك، خاصة في ظل فتور الموقف الإيراني واستنزاف الروس ماليًا في حربهم ضد أوكرانيا. كان قائد الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، الذي خلف قاسم سليماني، منغمسًا في دعم حزب الله في جنوب لبنان، بل إنه نجح في تجنيد بعض الحركات السلفية الجهادية للقتال "تمامًا كما فعل الحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر من قبل في سوريا"، إلا أن ما حدث في الأيام الأخيرة يؤكد تمامًا أن الغطاء الإيراني قد رفع عن الحزب في لبنان. إيران تتطلع إلى اتفاق يرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مع وعود باستثمارات أجنبية وأن تحتفظ بحلفائها كأحزاب سياسية في بلادهم لها وزن وثقل. هناك ثمن لإتمام الصفقة المنشودة، والأحداث الجارية في الشرق الأوسط، على ما يبدو، تؤكد لنا ذلك بجلاء.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة